فصل: تفسير الآية رقم (40):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (40):

{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)}
{قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الكتاب} المنزل وهو آصف بن برخيا كان صدّيقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب {أَنَاْ ءَاتِيكَ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ} إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم ردّ بطرفِهِ فوجده موضوعا بين يديه، ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان {فَلَمَّا رَءاهُ مُسْتَقِرّاً} أي ساكناً {عِندَهُ قَالَ هذا} أي الإِتيان لي به {مِن فَضْلِ رَبّى لِيَبْلُوَنِى} ليختبرني {ءَأشْكُرُ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه {أَمْ أَكْفُرُ} النعمة؟ {وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي لأجلها لأنّ ثواب شكره له {وَمَن كَفَرَ} النعمة {فَإِنَّ رَبّى غَنِىٌّ} عن شكره {كَرِيمٌ} بالإِفضال على من يكفرها.

.تفسير الآية رقم (41):

{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)}
{قَالَ نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا} أي غيِّروه إلى حال تنكره إذا رأته {نَنظُرْ أَتَهْتَدِى} إلى معرفته {أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ} إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل له إن فيه شيئاً فغيّروه بزيادة أو نقص أو غير ذلك.

.تفسير الآية رقم (42):

{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)}
{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ} لها {أَهَكَذَا عَرْشُكِ}؟أي أمثل هذا عرشك؟ {قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ} أي فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك؟ ولو قيل هذا قالت: نعم. قال سليمان: لما رأى لها معرفة وعلماً {وَأُوتِينَا العلم مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)}
{وَصَدَّهَا} عن عبادة الله {مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ الله} أي غيره {إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كافرين}.

.تفسير الآية رقم (44):

{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)}
{قِيلَ لَهَا} أيضاً {ادخلى الصرح} هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً} من الماء {وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرّح فرأى ساقيها وقدميها حساناً {قَالَ} لها {إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ} مملس {مّن قَوارِيرَ} أي زجاج ودعاها إلى الإِسلام {قَالَتْ رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى} بعبادة غيرك {وَأَسْلَمْتُ} كائنة {مَعَ سليمان لِلَّهِ رَبِّ العالمين} وأراد تزوّجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته فتزوجها وأحبها وأقرّها على ملكها وكان يزورها في كل شَهْرٍ مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ} من القبيلة {صالحا أَنِ} أي بأن {اعبدوا الله} وحِّدوه {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} في الدين فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم وفريق كافرون.

.تفسير الآية رقم (46):

{قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}
{قَالَ} للمكذبين {ياقوم لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بالسيئة قَبْلَ الحسنة} أي بالعذاب قبل الرحمة؟ حيث قلتم إن كان ما أتيتنا به حقاً فأتنا بالعذاب {لَوْلاَ} هلا {تَسْتَغْفِرُونَ الله} من الشرك {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فلا تعذبون؟

.تفسير الآية رقم (47):

{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}
{قَالُواْ اطيرنا} أصله تطيرنا أدغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل أي تشاءمنا {بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ} أي المؤمنين حيث قُحِطوا المطر وجاعوا {قَالَ طَائِرُكُمْ} شؤمكم {عَندَ الله} أتاكم به {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} تختبرون بالخير والشر.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}
{وَكَانَ فِي المدينة} مدينة ثمود {تِسْعَةُ رَهْطٍ} أي رجال {يُفْسِدُونَ فِي الأرض} بالمعاصي، منها قَرْضُهُم الدنانير والدراهم {وَلاَ يُصْلِحُونَ} بالطاعة.

.تفسير الآية رقم (49):

{قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)}
{قَالُواْ} أي قال بعضهم لبعض {تَقَاسَمُواْ} أي احلفوا {بالله لَنُبَيّتَنَّهُ} بالنون والتاء وضم التاء الثانية {وَأَهْلَهُ} أي مَن آمن به أي نقتلهم ليلاً {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} بالنون والتاء وضم اللام الثانية {لِوَلِيّهِ} وليِّ دمه {مَا شَهِدْنَا} حضرنا {مَهْلِكَ أَهْلِهِ} بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم {وِإِنَّا لصادقون}.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}
{وَمَكَرُواْ} في ذلك {مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً} أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (51):

{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}
{فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة مَكْرِهِمْ أَنَّا دمرناهم} أهلكناهم {وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم.

.تفسير الآية رقم (52):

{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)}
{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} أي خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الإِشارة {بِمَا ظَلَمُواْ} بظلمهم أي كفرهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَةً} لعبرة {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} قدرتنا فيتعظون.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)}
{وَأَنجَيْنَا الذين ءَامَنُواْ} بصالح وهم أربعة آلاف {وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} الشرك.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)}
{وَلُوطاً} منصوب باذكر مقدّراً قبله ويبدل منه {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفاحشة} أي اللواط {وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ}؟ أي يبصر بعضكم بعضاً انهماكاً في المعصية.

.تفسير الآية رقم (55):

{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)}
{أَئِنَّكُمْ} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين {لَتَأْتُونَ الرجال شَهْوَةً مّن دُونِ النساء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} عاقبة فعلكم.

.تفسير الآية رقم (56):

{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)}
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ ءالَ لُوطٍ} أهله {مّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} من أدبار الرجال.

.تفسير الآية رقم (57):

{فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57)}
{فأنجيناه وَأَهْلَهُ إِلاَّ امرأته قدرناها} جعلناها بتقديرنا {مِنَ الغابرين} الباقين في العذاب.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)}
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا} هو حجارة السجيل أهلكتَهم {فَسَاءَ} بئس {مَطَرُ المنذرين} بالعذاب مطرهم.

.تفسير الآية رقم (59):

{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)}
{قُلْ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {الحمد للَّهِ} على هلاك كفار الأمم الخالية {وسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصطفى} هم {ءَآللَّهُ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه {خَيْرٌ} لمن يعبده {أَمَّا يُشْرِكُونَ} بالتاء والياء أي أهل مكة به؟

.تفسير الآية رقم (60):

{أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)}
الآلهة خير لعابديها؟ {أَمَّنْ خَلَقَ السموات والأرض وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ السماء مَاء فَأَنبَتْنَا} فيه التفات من الغيبة إلى التكلم {بِهِ حَدَائِقَ} جمع حديقة وهو البستان المحوط {ذَاتَ بَهْجَةٍ} حُسن {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا} لعدم قدرتكم عليه {أءلاه} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة {مَعَ الله} أعانه على ذلك؟ أي ليس معه إله {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} يشركون بالله غيره.

.تفسير الآية رقم (61):

{أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)}
{أَمَّن جَعَلَ الأرض قَرَاراً} لا تميد بأهلها {وَجَعَلَ خِلاَلَهَا} فيما بينها {أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ} جبالاً أثبت بها الأرض {وَجَعَلَ بَيْنَ البحرين حَاجِزاً} بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر {أءلاه مَّعَ الله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} توحيده.

.تفسير الآية رقم (62):

{أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)}
{أَمَّن يُجِيبُ المضطر} المكروب الذي مسَّه الضرّ {إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السوء} عنه وعن غيره {وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء الأرض} الإِضافة بمعنى في: أي يخلف كل قرن القرن الذي قبله {أءلاه مَّعَ الله قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل.

.تفسير الآية رقم (63):

{أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)}
{أَمَّن يَهْدِيكُمْ} يرشدكم إلى مقاصدكم {فِي ظلمات البر والبحر} بالنجوم ليلاً وبعلامات الأرْض نَهاراً {وَمَن يُرْسِلُ الرياح بُشْرًاَ بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ} أي قدّام المطر {أءلاه مَّعَ الله تَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} به غيره.

.تفسير الآية رقم (64):

{أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}
{أَمَّن يَبْدَأُ الخلق} في الأرحام من نطفة {ثُمَّ يُعِيدُهُ} بعد الموت؟ وإن لم تعترفوا بالإِعادة لقيام البراهين عليها {وَمَن يَرْزُقُكُم مّنَ السماء} بالمطر {والأرض} بالنبات {أءلاه مَّعَ الله} أي لا يفعل شيئاً مما ذكر إلا الله ولا إله معه {قُلْ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {هَاتُواْ برهانكم} حجتكم {إِن كُنتُمْ صادقين} أن معي إلهاً فعل شيئاً مما ذكر.